الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
طلب العلم وفضل العلماء
13825 مشاهدة
الازدياد من العلم

إن الإنسان مهما ذاق حلاوة العلم فإنه يزداد نهمه ويزداد طلبه، ولا يشبع أبدا، سواء أكان يقرأ القرآن أم يقرأ كتب السنة، أو يقرأ كتب أهل الفقه وأهل العلم النافع، أو يقرأ كتب أهل الآداب وأهل الأخلاق التي فيها محاسن الأعمال ومساوئها، وما أشبه ذلك، ولا يجد لذلك نهـاية؛ لذلك روي في بعض كتب الحديث عن ابن مسعود مرفوعا: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا، وطالب علم ذكره في مجمع الزوائد 1 / 135 وعزاه إلى الطبراني والبزار وفيه ضعف، وعن ابن عباس نحوه، ورواه الدارمي في سننه عن الحسن موقوفا، وعن ابن مسعود من قوله، وعن ابن عباس موقوفا.
والمنهوم هو الذي له نهمة وهمة تدفعه، فطالب الدنيا مهما حصل منها لا يشبعه ولا تنتهي رغبته. وكذلك طالب العلم مهما حصل لا يزال يواصل الطلب ويتعلم، حتى يصل إلى آخر حياته. كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: من المحبرة إلى المقبرة. أي أنه يشتغل بطلب العلم وبكتابته من المهد إلى اللحد.